اسمه بالكامل أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، فيلسوف كيميائي، ومؤسس علم الكيمياء، ومازالت اكتشافاته العلمية وتجاربه هي النهج الذي يتبعه العلماء حتى الآن، ويرجع إليه الفضل في تطور هذا العلم، أُطلق عليه العديد من الألقاب يعد من أشهرها " شيخ الكيميائيين".
تضاربت الأقاويل في مكان وتاريخ مولده فيقال أنه ولد بالكوفة في العراق والبعض الأخر يرجح أنه ولد بمدينة طوس بخراسان، وغيرها من الآراء، و لكن الذي يهم هو ذلك العالم العظيم الذي أدت اكتشافاته العلمية في الكيمياء إلي وضع الأساس العلمي الذي يسير عليه العلماء إلى الآن.
بدايته وتعليمه
تلقى جابر بن حيان علومه من خلال اثنان من العلماء الأول خالد بن يزيد بن معاوية و يعد أول من تكلم في علم الكيمياء حيث قام بالدراسة في كتبه ومؤلفاته ومصنفاته، والثاني هو الإمام جعفر الصادق والذي تتلمذ على يده العديد من العلماء مثل الإمامان مالك وأبو حنيفة بالإضافة إلى جابر بن حيان الذي عاصره و أخذ منه علومه الشرعية واللغوية والكيميائية.
كان جابر متقدماً في علوم الطبيعة و بارع في اكتشافاته الكيميائية وكان يعتمد في منهجه على التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي، فكان دائماً يعتمد على التجارب للوصول للحقائق، وهو المنهج الذي يتبعه العلماء الآن في مختلف العلوم.
أقبل جابر بن حيان على دراسة العلوم الطبيعية ودراسة المنهج العلمي الذي أتبعه العلماء السابقون ومحاولة اكتشاف المواد المختلفة عن طريق وضع النظريات ومن ثم إجراء التجارب عليها للتأكد من صحتها، فكان دائماً يقوم بالبحث النظري ووضع الفروض المختلفة، ثم إجراء التطبيق العملي بإجراء التجارب وكان يدعو تلاميذه دائماً أن يحذو حذوه في ذلك.
اكتشافاته
يرجع الفضل لجابر بن حيان في اكتشاف وتحضير العديد من المركبات والمواد من خلال العمليات المخبرية العديدة التي قام بها مثل التبخر، التكليس، التصعيد، التقطير، التكثيف، الترشيح، الإذابة، الصهر، والبلورة، حيث قام باكتشاف الصودا الكاوية وعدد من المحاليل الحمضية التي استخدمت في العديد من الأشياء أولها فصل الذهب عن الفضة و هي طريقة مازالت مستخدمة إلي الآن، كما قام باستحضار ماء الذهب أو الماء الملكي، و اكتشف عدد من الأحماض منها: حامض النتريك والهيدروكلوريك والكبريتيك كما قام بإعداد وتحضير العديد من المواد الكيميائية مثل كلوريد الفضة والذي ينتج من خلط ملح الطعام مع محلول نترات الفضة، كما شرح كيفية تحضير الزرنيخ، والإنتيمون، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة، وقام بزيادة عنصرين جديدين على العناصر الأربعة لدى اليونانيين وهما الكبريت والزئبق، كما قام بصنع ورق غير قابل للاحتراق، وغيرها العديد من الاكتشافات والتجارب التي قامت بإثراء علم الكيمياء.
كان جابر بن حيان عبقري على حق في علم الكيمياء وشهد له بذلك العديد من علماء الغرب، الذين اعترفوا للعرب بتقدمهم في عدد من المجالات الهامة وذلك على الرغم من حقدهم ومحاولتهم المستمرة لتغيير الحقائق.
مؤلفاته
و لجابر بن حيان العديد من المؤلفات والكتب الهامة في العديد من المجالات ويأتي على رأسها بالطبع علم الكيمياء وغيرها العديد من المؤلفات في الطب، الفلك، الطبيعة، الفلسفة والتي تم ترجمتها إلي العديد من اللغات ليستفيد بها العالم أجمع نذكر منها: كتاب الأحجار بأجزائه الأربعة، وكتاب الخاص، وكتاب الرحمة الذي تناول فيه إمكانية تحويل المعادن إلى ذهب، وكتاب القمر ويعني الفضة و كتاب الشمس و يعني الذهب، كتاب الأسرار، كتاب الزئبق، كتاب الموازين، كتاب الخواص، كتاب المماثلة والمقابلة، رسالة في الكيمياء، كتاب صندوق الحكمة، كتاب الوصية، كتاب السبعين، كتاب المائة والإثنى عشر، كتاب الخمسمائة، كتاب السموم ودفع مضارها وغيرها العديد من الكتب والمراجع العلمية.